المتابعون

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

قصور المناهج في دولة الكويت

        المناهج في دولة الكويت عانت من قصور فيها على مر سنوات سابقة مما أدى إلى تدني مخرجات التعليم كما أن النظام التربوي والتعليمي في دولة الكويت إلى وقت قريب كان يهمل العديد من القدرات والإمكانات لدى المٌتعلمين وهذا القصور أدى إلى وجود مُتعلم متلقي للمعلومات فقط دون الاستفادة منها ونلاحظ أيضاً أن المعلومات الجامدة في الكتاب المدرسي في مختلف المناهج لا يساهم ببناء مواطن قادر على مواجهة التحديات الحالية والثروة المعلوماتية في العالم الخارجي أي خارج أسوار المدرسة فهي تفقد هذا التواصل والمتعارف عليه أن عمليتي التعليم والتعلم تتصفان بالاستمرارية لكن تلك المناهج ينتهي الأخذ بها في نهاية السنة الدراسية.
إن أردنا الحديث عن سلبيات المنهج إننا نحوم في فقر هذا المنهج بإهتمامات المٌتعلمين بشكل كبير؛ ولايد أن يتم اتباع مداخل تعليمية متنوعة، ولا نغفل عن أهمية ضرورة وجود أبعاد تمتد لبناء المٌتعلم ومن أهمها تطوير شخصيته لمواكبة الحياة الأكبر والأشمل.
ما هي الخظوات الواجب اتخاذها لبناء منهج متكامل يساهم بتيسير عملية التنمية والمضي قدماً نحو تعليم أفضل.





·       نظريات التعلم:
يتميز التعلم الذي يقدم التعلم من منظور سلوكي بعدد من الخصائص ومن أبرزها كما يرى آل محيا (2008) إخبار المٌتعلم عن المخرجات التي سيحققها من التعلم، وإجراء اختبار للمتعلم Placemat test لتحديد جاهزيته للدخول في التعلم أو لتحديد مستوى التسكين الذي يقابل مستواه في برنامج التعلم، وتنظيم المحتوى بشكل متسلسل لتحقيق التعلم. وهذا التنظيم يكون من البسيط إلى المركب ومن المعرف إلى المجهول، مع تقديم تغذية راجعة للمتعلم ليتحقق المٌتعلم من مدى تقدمه أو احتياجه لتصويب مسار تعلمه.
خصائص التعلم المعتمد على المدرسة الإدراكية:
يرى آل محيا (2008) أن التعلم من المدخل الإدراكي يتم من خلال معالجة المعلومات information processing، والتي يوظف من خلالها المٌتعلم أنواع متعددة من الذاكرة، وتبدأ عملية التعلم بنقل المعلومات من المستقبلات الحسية (سمع، بصر، لمس..الخ) إلى المخزن الحسي في الذاكرة، ثم تنتقل إلى الذاكرة العاملة أو قصيرة المدى. ويوضح الشكل الموضح أدناه، الذي عرضه أندرسون وإلومي (, 2004 Anderson & Elloumi) أنماط الذاكرة من منظور الإدراكيين:
                         أنماط الذاكرة من منظور الإدراكيين
لذلك يرى آل محيا (2008) أن على مصمم مناهج التعليم أن يراعي مدى توافر البنية العقلية الملائمة لدى المٌتعلم، والتي تمكن المٌتعلم من ربط المعرفة التي لديه مع المعرفة الجديدة التي يقدمها التعلم الإلكتروني، وإذا لم تكن لدى المٌتعلم البنية المعرفية الأساسية التي تحقق له تعلم المعرفة الجديدة؛ فإن على المصمم التعليمي أن يُضمّن المقرر بمنظمات تمهيدية Advanced Organizer، والتي تربط بين المعرفة الجديدة والبنية الإدراكية لدى المٌتعلم.
خصائص التعلم المعتمد على المدرسة البنائية:
يتميز التعلم المعتمد على المدرسة البنائية بعدد من الخصائص يذكرها هيرومي، يونج (Hirumi,2002 ; young,2004) ؛ فالتعلم يكون في خطوات نشطة، لذلك على هذا النوع من التعلم إبقاء المٌتعلم نشطاً يمارس أعمال ذات معنى على مستوى عالٍ من المعالجة، وتحوير دور المٌعلم إلى التوجيه والإرشاد والإشراف والتنظيم، ويقدم التعلم الإلكتروني أنماطاً من التعليم التعاوني من خلال عمل المٌتعلم مع المٌتعلمين الآخرين والعمل مع فرق عمل والتي تمكن المٌتعلم من الاستفادة من المعلومات والخبرات التي لدى الآخرين. كما يتيح التعلم الإلكتروني الوقت والفرصة للمتعلم من أجل أن يعكس المٌتعلم تفكيره فقد يطلب من المٌتعلم أن يشارك في مجلة يقدم من خلالها أفكاره أو في منتدى نقاشي وغيرها من أدوات التعلم الإلكتروني.
وقد ربط هونج (Hung, 2001) بين أدوات التقنية ونظريات التعلم، وميز بين البنائية البسيطة والبنائية الاجتماعية، ويوضح الجدول التالي هذا الربط:
جدول
أدوات التقنية ونظريات التعلمTechnology Tools and Learning Theories
نظرية التعلم
التقنيات المستخدمة
مثال
السلوكية Behaviorism
برامج التعلم المعتمد على الحاسب computer-based learning software
برمجيّات التدريب والمران Drill and Practice
Tutorial التدريس الخصوصي
Simulation المحاكآة
الإدراكية Cognitivism
قواعد البيانات والوسائط الفائقة Hyper media and Data Base
مصادر الانترنت المختلفة
البنائية Constructivism
أدوات الإنتاج (البناء) على المستوى الشخصي
word process معالج النصوص
electronic sheet الجداول الإلكترونية
Data Base قواعد البيانات
Presentation العروض التقديمية
Multimedia and الوسائط المتعددة والفائقة Hypermedia
البنائية
الاجتماعية
Social
Constructivism
بيئات التعاون الشبكي
البريد الإلكتروني e-mail
bulletin board لوحة الإعلانات
منتدبات الحوار القائم على بناء وتبادل المعرفة
knowledge co-construction/ exchange forums
بيئات التعليم التعاوني الإلكتروني القائم على حل المشكلات
computer-mediated collaborative problem solving environments
الأدوات البنائية المعتمدة على الاتصال الاجتماعي
Social communicative/constructive tools

نلاحظ هنا أن للتعلم الالكتروني دور فعال لبناء مناهج افضل ولا نغفل عن أهمية الكتاب المدرسي الذي يعتبر هو المصدر الأساسي للمعلومات التي يحصل عليها المٌتعلم لذلك لابد من بناءه بشكل يسهم ببناء أفراد قادرين على التعلم الذاتي من خلال بيئات التعلم الافتراضية التي تعزز تلك المعلومات وتشمل على روح التعلم التعاوني والتعلم التشاركي بإشراف المٌعلم على مجموعات المٌتعلمين التي سيصنفهم حسب أنماطهم في التعلم لذلك الخلط بين التعلم الالكتروني والتعليم التقليدي بات حتمي لتحسين مخرجات التعليم.
وبناءً على ما سبق تعد الفروق الفردية ركيزة أساسية في تحديد المستويات العقلية والأدائية الراهنة والمستقبلية للأفراد، ولذلك فقد أصبحت الاختبارات العقلية وسيلة هامة تهدف إلى دراسة احتمالات النجاح أو الفشل في فترة زمنية لاحقة، فنجد أن كل إنسان متميز بذاته، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا اختلف عن الآخرين، كما تعتمد مقاييس الشخصية على ظاهرة الفروق الفردية في الكشف عن العوامل الرئيسية التي تحدد نجاح الأفراد، حيث إن النجاح يمتد في أبعاده ليشمل كل مكونات الشخصية، في تفردها من فرد إلى آخر .
·       الحلول لنقلة نوعية ذات جودة عالية تساهم بتعليم أفضل:





1. المرونة: تنوع أساليب التدريس والتقييم في بيئة التعلم  بطريقة تراعي الفروق الفردية بين المٌتعلمين وذلك لا يتم إلا ببناء بيئة تعليمية إفتراضية توفر مرونة كبيرة عن طريق توفير تعليم مرن ومفتوح وموزع، فتجد التعليم تجاوز حجرات الصف وتجاوز الزمن المحدد في اليوم المدرسي وتجاوز المحتوى محدودية الكتب والمصادر المتوافرة داخل المدرسة إلى فضاء أرحب يحكمه توافر معلمين ودعم إدارة مؤهلة للتعامل مع بيئات التعليم والتعلم الحديث.
2. استخدام العديد من مساعدات التعليم والوسائل التعليمية، والتي قد لا تتوافر لدى العديد من المٌتعلمين من الوسائل السمعية والبصرية.
3. الجودة: يسهم التعلم الفعال في رفع مستوى الجودة في العملية التعليمية بإتباع نماذج ومبادئ التصميم التعليمي وأصول التدريس وذلك تحت مبادئ التعلم الالكتروني.
4. التكلفة: يسهم التعلم بالشكل الصحيح في تقليل التكلفة للعملية التعليمية عن طريق إعادة استخدام المحتوى التعليمي وهي ما يتميز بها التعلم الالكتروني.
5. التعاونية: يسهم التعلم ذو الجودة العالية والمتمثل في بيئة التعلم الافتراضية (التعلم الالكتروني) في إيجاد بيئة تزيد من فرص التعليم التعاوني وبذلك تنقل بيئة المدرسة إلى بيئة أكثر واقعية وتبعدها من البيئة المصطنعة التي تجعل التعليم والتعلم يعزل المٌتعلمين داخل قاعات وجداول دراسية ومواد تعمق من مفهوم الفصل والتجزئة في الواقع الفعلي الممارس في التعليم التقليدي.
ويؤكد الراشد (1428هـ) على أن التعاون والتفاعل مع المٌعلم والمٌتعلمين الآخرين يمكن أن يكون دافعاً قوياً للتعلم، كما أن هذه البيئة تمثل حافزاً مهماً للمربي أو المٌعلم ليبني آليات اتصالية اجتماعية إيجابية مع طلابه أثناء سير العملية التعليمية.
6. الاتصال: زيادة إمكانية الاتصال بين المٌتعلمين فيما بينهم، وبين المٌتعلمين والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الاتصال بينهم، من خلال مجالس النقاش، البريد الإلكتروني، غرف الحوار.
7. المساهمة في وجهات النظر المختلفة للمُتعلمين: من خلال المنتديات الفورية ومجالس النقاش وغرف الحوار.
8. الإحساس بالمساواة: حيث تتيح أدوات الاتصال لكل مُتعلم فرصة الإدلاء برأيه في أى وقت ودون حرج.
9. سهولة الوصول إلى المٌعلم: أتاح التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المٌعلم والوصول إليه في أسرع وقت، وذلك خارج أوقات العمل الرسمية، لأن المتُعلم أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمُعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمُعلم أيضاً.
10. تلبية إحتياجات المٌتعلم: حيث يوضح آل محيا (2008) أن التعليم الإلكتروني يراعي تنوع أنماط التعلم بين المٌتعلمين، وملائمة مختلف أساليب التعليم، وكذلك تمكين المٌتعلم من القيام بدور أكثر إيجابية، إتاحة المجال للتعليم النشط والفعال، تسهيل عملية تفاعل المٌتعلمين مع بعضهم البعض ومع المصادر الأخرى، المرونة في الزمان والمكان والمصادر و أساليب التعلم وإستراتيجيات التعليم، إتاحة الفرصة للمُتعلمين لتوظيف العديد من المصادر في أنشطة التعليم والتعلم، تطوير مهارات المٌتعلمين في التعامل مع التقنية، تشجيع ودعم المٌتعلمين لتحمل مسؤولية التعلم.
ويؤكد ذلك روبرتس (Roberts,2009) بقوله: أن استخدام التعليم عن بُعد أو التعليم من خلال الإنترنت يقدم لهؤلاء المُتعلمين فرصة الاشتراك في بيئات تعليمية متوافقة مع احتياجاتهم.
11. الاستمرارية في الوصول إلى المناهج، وتوفرها في كل وقت.
12. سهولة وتعدد طرق تقييم تطور المٌتعلم؛ فقد ساعدت أدوات التقييم الفوري على إعطاء المٌعلم طرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم.
13. الاستفادة القصوى من الزمن: فالمٌتعلم لديه إمكانية الوصول الفوري للمعلومة في المكان والزمان المحدد، وكذلك المٌعلم بإمكانه إرسال ما يحتاجه المٌتعلم عبر خط الاتصال الفوري.
14. تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمُعلم: فقد أصبح من الممكن استلام وإرسال ما يطلبه عن طريق الأدوات الإلكترونية.
15. تقليل حجم العمل في المدرسة: التعليم الإلكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات، وكذلك وضع إحصائيات عنها.

همسة:
آن الآوان لنقلة نوعية ضخمة نحو بناء أفراد مجتمع قادرين على قيادة البلاد نحو التنمية والتطوير وذلك لن يتم إلا بتعليم ذو جودة عالية.

ا.مريم الحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق